السبت، 31 أغسطس 2013

حوار مع الشيطان!!



حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد 
فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
قال :الأوقات طويلة عريضة

قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة 
قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة

فما قمت حتى طلعت الشمس ... 
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات 

وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار

فقلت: أشغلتني عن الدعاء
قال: دعه إلى المساء 

وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !
قلت: أخشى الموت
قال: عمرك لا يفوت ... 

وجئت لأحفظ المثاني 
قال: روّح نفسك بالأغاني
قلت: هي حرام
قال: لبعض العلماء كلام! 
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
قال: كلها ضعيفة 

ومرت حسناء فغضضت البصر 
قال: ماذا في النظر؟
قلت: فيه خطر 
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال 

وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..
فقال: ما سبب هذه السفرة ؟ 
قلت: لآخذ عمرة 
فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة
قلت: لابد من إصلاح الأحوال 
قال: الجنة لاتدخل بالأعمال

فلما ذهبت لألقي نصيحة ..
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة
قلت: هذا نفع العباد 
فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد 

قلت :
 فما رأيك في بعض الأشخاص؟ 
قال :
 أجيبك على العام والخاص 
قلت :
 أحمد بن حنبل؟ 
قال :
 قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل 
قلت :
 فابن تيمية؟ 
قال :
 ضرباته على رأسي باليومية 
قلت :
 فالبخاري؟ 
قال :
 أحرق بكتابه داري 
قلت :
 فالحجاج ؟ 
قال :
 ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج 
قلت :
 فرعون ؟ 
قال :
 له منا كل نصر وعون 
قلت :
 فصلاح الدين بطل حطين؟ 
قال :
 دعه فقد مرغنا بالطين 
قلت :
 محمد بن عبدالوهاب؟ 
قال :
 أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب 
قلت :
 أبوجهل؟ 
قال :
 نحن له أخوة وأهل 
قلت :
 فأبو لهب ؟ 
قال :
 نحن معه أينما ذهب ! 
قلت :
 فلينين؟ 
قال :
 ربطناه في النار مع استالين 
قلت :
 فالمجلات الخليعة ؟ 
قال :
 هي لنا شريعة 
قلت :
 فالدشوش ؟ 
قال :
 نجعل الناس بها كالوحوش 
قلت :
 فالمقاهي ؟ 
قال :
 نرحب فيها بكل لاهي 
قلت :
 ما هو ذكركم؟ 
قال :
 الأغاني 
قلت :
 وعملكم؟ 
قال :
 الأماني 
قلت :
 وما رأيكم بالأسواق ؟ 
قال :
 علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق 
قلت :
 فحزب البحث الاشتراكي ؟ 
قال :
 قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي 
قلت :
 كيف تضلّ الناس ؟ 
قال :
 بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات 
قلت :
 كيف تضلّ النساء ؟ 
قال :
 بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور 
قلت :
 فكيف تضلّ العلماء؟ 
قال :
 بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور 
قلت :
 كيف تضلّ العامة ؟ 
قال :
 بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة 
قلت :
 فكيف تضلّ التجار ؟ 
قال :
 بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات 
قلت :
 فكيف تضلّ الشباب ؟ 
قال :
 بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام 
قلت :
 فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟ 
قال :
 إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة 
قلت :
 فأبو نواس؟ 
قال :
 على العين والرأس لنا من شعره اقتباس 
قلت :
 فأهل الحداثة؟ 
قال :
 أخذوا علمهم منا بالوراثة 
قلت :
 فالعلمانية؟ 
قال :
 إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني 
قلت :
 فما تقول في واشنطن؟ 
قال :
 خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن 
قلت :
 فما رأيك في الدعاة ؟ 
قال :
 عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت 
قلت :
 فما تقول في الصحف ؟ 
قال :
 نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف 
قلت :
 فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟ 
قال :
 ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم 
قلت :
 فما فعلت في الغراب ؟ 
قال :
 سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب 
قلت :
 فما فعلت بقارون ؟ 
قال :
 قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز 
قلت :
 فماذا قلت لفرعون ؟ 
قال :
 قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر 
قلت :
 فماذا قلت لشارب الخمر ؟ 
قال :
 قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم 
قلت :
 فماذا يقتلك ؟ 
قال :
 آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي 
قلت :
 فما أحب الناس اليك ؟ 
قال :
 المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون 
قلت :
 فما أبغض الناس اليك ؟ 
قال :
 أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد 
قلت :
 أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !

المصدر: كتاب مقامات القرني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...